مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
إنّ غسان كنفاني لم يكن مجرد راوٍ للحكاية الفلسطينية، بل كان مُجدِّدًا في السرد العربي، استطاع أن يحوّل القضية من مأساة سياسية إلى تجربة إنسانية غنية بالأبعاد الرمزية والواقعية. فقد أظهرت “رجال في الشمس” الفلسطيني اللاجئ العالق بين الأمل والضياع، مستخدمةً الرمزية والموت العبثي، بينما قدّمت “أم سعد” نموذجًا للفلسطيني المنخرط في النضال، مما عكس تطوّر رؤية كنفاني نحو القضية. وقد أثبت البحث أن هذين العملين لم يقتصرا على التأثير الأدبي الفوري، بل أسهما في تشكيل وعي ثقافي عميق حول الهوية الفلسطينية، وفتحا آفاقًا جديدة في الأدب العربي لكيفية تناول القضية الفلسطينية. كما أن التباين بينهما لم يكن مجرد اختلاف في الأسلوب، بل كان انعكاسًا لتحوّلات فكرية واجتماعية أثّرت في خطاب المقاومة والهوية. وبذلك، تبقى أعمال كنفاني شاهدًا على التحولات السردية والثقافية التي شكّلت الأدب الفلسطيني الحديث ورسّخت مكانته في المشهد الأدبي العربي.